اللغة الرسمية في كازاخستان
- Yara Refaat
- 7 minutes ago
- 4 min read
ما هي اللغة الرسمية في كازاخستان؟ دليل الثقافة المحلية الكازاخستانية

اللغة الرسمية في كازاخستان تعد من أبرز مفاتيح الفهم العميق للهوية الوطنية والثقافة المحلية لهذا البلد الغني بالتنوع العرقي والتاريخي. فعند الحديث عن كازاخستان، لا يمكن تجاهل الدور الحيوي الذي تلعبه اللغة في تشكيل الحياة اليومية، والسياسات العامة، والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع. إن للغة الرسمية تأثيرًا مباشرًا على التعليم، والإعلام، والإدارة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في فهم بنية الدولة وثقافتها.
ومن خلال التعرف على اللغة الرسمية في كازاخستان، يمكن للزائر أو المهتم بالثقافات العالمية أن يكوّن صورة أوضح عن طبيعة المجتمع الكازاخي، وعلاقته بلغاته الأخرى، وتاريخه اللغوي المتشابك. هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على واقع اللغة الرسمية في كازاخستان، جذورها، تطورها، ومكانتها في الحياة العامة، لفهم أعمق للثقافة الكازاخية وخصائصها المميزة.
تاريخ اللغة في كازاخستان
شهدت اللغة الرسمية في كازاخستان تحولات كبيرة عبر التاريخ، تعكس بدقة التغيرات السياسية والثقافية التي مرت بها البلاد.
في العصور القديمة، كانت اللغة الكازاخية تُستخدم شفويًا ضمن القبائل التركية التي استقرت في مناطق السهوب. ومن خلالها، تناقلت المجتمعات القصص الشعبية، والأمثال، والشعر الملحمي المعروف باسم "الآيتس"، مما أعطى اللغة طابعًا ثقافيًا مميزًا يعكس الروح البدوية والقيم الجماعية للشعب الكازاخي.
ومع دخول كازاخستان تحت الحكم الروسي ثم السوفيتي، تأثرت اللغة الرسمية في كازاخستان بشكل واضح. فقد فُرضت اللغة الروسية كلغة إدارة وتعليم لفترة طويلة، مما أدى إلى تراجع استخدام الكازاخية في المجالات الرسمية والمؤسسات الحكومية.
ورغم هذا التراجع، ظلّت اللغة الكازاخية حاضرة في البيوت والمجتمعات المحلية، حيث مثّلت رمزًا للهوية والانتماء القومي، ووسيلة للتواصل اليومي بين الأفراد داخل الأسرة والمحيط الاجتماعي.
بعد استقلال كازاخستان في أوائل التسعينيات، بدأت الدولة مرحلة جديدة في تاريخها اللغوي. اتخذت الحكومة خطوات جادة لإحياء اللغة الكازاخية كلغة رسمية، من خلال دعم استخدامها في التعليم، الإعلام، والخطابات الرسمية، وتشجيع المواطنين على تبنيها في الحياة العامة.
ويُعد هذا التحول جزءًا أساسيًا من جهود الدولة لتعزيز اللغة الرسمية في كازاخستان، وإعادة تأكيد الهوية الثقافية الوطنية التي طالما ارتبطت باللغة الأم وأسلوب التعبير الشعبي.
ما هي اللغة الرسمية في كازاخستان؟
اللغة الرسمية في كازاخستان هي اللغة الكازاخية، وهي لغة تنتمي إلى فرع اللغات التركية ضمن عائلة اللغات الألطية. تتمتع الكازاخية بوضع رسمي وفقًا لدستور كازاخستان، وتُعد رمزًا وطنيًا يعبر عن هوية الدولة واستقلالها الثقافي.
تُكتب اللغة الكازاخية حاليًا بالأبجدية السيريلية، ولكن هناك خطة حكومية للانتقال التدريجي إلى الأبجدية اللاتينية خلال السنوات القادمة، بهدف تسهيل الانفتاح على العالم وتعزيز التحديث اللغوي.
إلى جانب الكازاخية، تحظى اللغة الروسية بمكانة قوية في الحياة العامة. فهي تُستخدم على نطاق واسع في المدن، المؤسسات، ووسائل الإعلام، وتُعد لغة التواصل المشترك بين المجموعات العرقية المختلفة. كما ينص الدستور على أن استخدام الروسية مسموح به رسميًا في المراسلات الحكومية، مما يجعل كازاخستان دولة ثنائية اللغة من الناحية العملية، رغم أن الكازاخية هي اللغة الرسمية الوحيدة.
هذا التوازن بين الكازاخية والروسية يعكس واقعًا لغويًا فريدًا في كازاخستان، يجمع بين الحفاظ على الهوية القومية والانفتاح على التعددية الثقافية داخل المجتمع.
العادات والتقاليد في كازاخستان
تُعد العادات والتقاليد في كازاخستان جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية، وتمثل امتدادًا لتراث طويل الجذور من الحياة البدوية والتقاليد القبلية التي حافظ عليها الشعب الكازاخي عبر القرون. وتنعكس هذه التقاليد بوضوح في طريقة التواصل، أسلوب الضيافة، والمناسبات الاجتماعية والدينية.
الضيافة: احترام الزائر واجب مقدس
يُولي الكازاخيون أهمية كبيرة لفكرة الضيافة، وتُعتبر استقبال الضيف وتقديم الطعام له من أرقى مظاهر الاحترام. من العادات الشائعة أن يُقدم للضيف طبق يُدعى "بِشبارماك"، وهو الطبق الوطني ويتكوّن غالبًا من لحم الضأن أو الحصان مع عجينة مسلوقة، ويتم تناوله بالأيدي، كما يدل اسمه الذي يعني "خمس أصابع".
الأعراس والاحتفالات العائلية
حفلات الزفاف في كازاخستان مليئة بالتقاليد والرموز، حيث تبدأ عادة بخطبة رسمية وتبادل الهدايا بين العائلتين، يليها احتفال كبير يشمل الموسيقى والرقص الشعبي. تُستخدم اللغة الكازاخية في غالبية هذه المناسبات، مما يعزز ارتباط اللغة الرسمية في كازاخستان بالتقاليد الاجتماعية.
الاحتفال بعيد النوروز
يُعد "نوروز" من أهم المناسبات القومية والثقافية، ويُحتفل به في 21 مارس من كل عام، مع بداية الربيع. تقام خلاله الفعاليات الشعبية، والمسابقات الرياضية التقليدية مثل "كوكبار"، وتُقدم أطباق خاصة مثل "نوروز كوجي". يُنظر إلى هذا العيد على أنه رمز للتجدد والوحدة.
احترام الكبار والتقاليد الأسرية
يتمتع كبار السن بمكانة عالية في المجتمع الكازاخي، وتُعتبر استشارتهم والاستماع لنصائحهم جزءًا من السلوك الأخلاقي السليم. كما تلعب الأسرة الممتدة دورًا محوريًا في تربية الأطفال ونقل القيم والعادات من جيل إلى آخر.
اللباس التقليدي والموسيقى
يرتدي الكازاخيون في المناسبات الخاصة ملابس تقليدية مطرزة يدويًا، وغالبًا ما تكون مزينة برموز ترمز للطبيعة والقوة. كما تشتهر كازاخستان بالموسيقى الشعبية التي تُعزف على آلة "الدومبرا"، وهي آلة وترية تمثل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي.
تمثل هذه العادات والتقاليد جانبًا غنيًا من حياة الكازاخيين، وتُظهر كيف أن الثقافة المحلية لا تزال حية ومترسخة، مدعومة باستخدام اللغة الرسمية في كازاخستان في مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية، مما يجعل اللغة عنصرًا فعالًا في الحفاظ على الهوية الثقافية وتوارثها.
أفضل الأماكن السياحية في كازاخستان
تُعتبر اللغة الرسمية في كازاخستان نافذة لفهم ثقافة هذا البلد العريق، الذي يتميز بتنوع جغرافي وثقافي فريد. ومن خلال زيارة أبرز الأماكن السياحية في كازاخستان، يمكن للزائر التعرف عن قرب على تاريخ وتراث المجتمع الكازاخي، الذي تعبّر لغته الرسمية عن هويته وترابطه الاجتماعي العميق، وهنا قائمة بأفضل الأماكن:
ألماتي: المدينة الأكبر سابقًا والتي تجمع بين الحياة الحضرية والطبيعة الخلابة مثل بحيرات كولساي ومضيق شاريـن.
أستانا (نور سلطان): العاصمة الحديثة التي تتميز بمعمارها العصري مثل برج بايتيريك وقصر السلام والتوافق.
بحيرة كولساي: مجموعة من البحيرات الجبلية التي توفر مناظر طبيعية ساحرة وفرصًا للمشي والتخييم.
مضيق شاريـن: تشكيلات صخرية مذهلة تشبه الغراند كانيون، ومكان مثالي لعشاق المغامرة.
بحيرة كايندي: بحيرة فريدة تحتوي على أشجار غارقة وسط مياهها الصافية، تشكل منظرًا طبيعيًا غير مألوف.
منتزه ألتين إمـيل الوطني: يضم كثبانًا رملية تُصدر أصواتًا غريبة، بالإضافة إلى حياة برية متنوعة.
تركستان: مدينة تاريخية تضم ضريح خوجة أحمد ياساوي، موقع تراث عالمي ومركز روحي هام.
شيمكنت: مدينة نابضة بالحياة مع أسواق تقليدية وأجواء ثقافية مميزة.
سيمي (سيميبالاتينسك): مدينة ذات تاريخ معقد ومتاحف تعكس جزءًا مهمًا من تاريخ المنطقة.
ختامًا، إذا كنت تخطط لزيارة كازاخستان والاستمتاع بكل ما تقدمه من جمال طبيعي وتراث ثقافي غني، فإن شركة هجير للسياحة هي شريكك الأمثل لتحقيق رحلة لا تُنسى. تتميز هجير بتنظيم جولات سياحية متكاملة تلبي كافة احتياجاتك، مع دليل محلي يتحدث اللغة الرسمية في كازاخستان بطلاقة، ليمنحك تجربة غنية وفهمًا عميقًا للثقافة المحلية.
بفضل خبرتها الواسعة في قطاع السياحة، تقدم هجير برامج سياحية مخصصة تناسب كل الأذواق، سواء كنت من محبي الطبيعة، التاريخ، أو التقاليد الشعبية. احجز رحلتك مع هجير الآن، واكتشف كازاخستان بكل تفاصيلها المذهلة بسهولة وراحة تامة.
Comments